لا تفكر أن العلم هو كل ذلك الذي يعطيك أستاذك، أو كل ذلك الذي تحصل عليه من داخل الكتاب، انطلق في الأعمال التي هي أعمال إحسان كبيرة عند الله لتكون ممن يعطيه هذا الجزاء العظيم {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ} (يوسف: من الآية22) آتَيْنَاهُ ولم يقل أوتي من أي طرف آخر {آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ} (يوسف: من الآية22) وهكذا كسنة ثابتة {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}(يوسف: من الآية22) المحسنين, وأرقى درجات الإحسان هي الدرجة التي قال الله عن أصحابها: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ألم يعد الجهاد هنا هو الإحسان الحقيقي؟
فطالب العلم الذي يرى نفسه بأنه في طاعة الله وهو هناك، يرى مجاميع كهذه يضيعون أوقاتهم - من وجهة نظره - وهم يستمعون للمحاضرات, أو ينطلقون في أعمال ويشغلون أنفسهم عن أن يبقوا في زاوية المسجد على شرح [الكافل] أو على أي كتاب آخر يراهم خاسرين, ويرى نفسه هو أنه من عرف الطريق الصحيح، وأنه ها هو يشتغل بطلب العلم.
اقراء المزيد